Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

المحميات الطبيعية في لبنان والجنوب

من بين عشرات المواقع البيئية والتراثية التاريخية في جبل عاملة فقط ثلاث مناطق مصنفة محميات طبيعية علماً أن الجنوب يعتبر موطناً تاريخياً للعديد من الكائنات والنباتات وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على التقصير والأهمال خاصة أن ذلك يأتي في ظل تعديات تتمتع برعاية الصمت والتواطؤ وتتم ما ألحقه الإحتلال والعداون الإسرائيلي من أضرار جسيمة بمناطق بيئية وتراثية تشكل إرثاً إنسانياً وليس لبنانياً وحسب.

المحميات الطبيعية في لبنان

على الرغم من تميز لبنان بمناخ فريد وتضاريس تتحوّل من خط ساحلي شبه مداري، إلى جبال تكسوها الثلوج في الداخل. وتنوّع أحيائي غني، فإن الخطوات التي أتخذت وعلى الرغم من تزايد الإهتمام بحماية أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالإنقراض والحفاظ على بيئتها في مناطق معينة، لا زالت دون التحديات. ولم تحتل البيئة في سياسات الحكومات المتعاقبة أهمية جدية على الرغم من أقرار الجميع بأن البيئة في لبنان بالإضافة إلى تاريخه هي رأس ماله الأهم!!

وفي حين عكست زيادة المحميات الطبيعية تطور الإهتمام بالموضوع البيئي على المستوى العام إلا أن متابعة شؤون تلك المحميات يكشف تقصير السلطات. وقد أصبح عدد المحميات الطبيعية في لبنان عشرة وهي: محمية أرز الشوف، محمية جزر النخل، محمية حرش إهدن، محمية كرم شباط، محمية بنتاعل، محمية أرز تنورين، محمية اليمونة محمية شاطئ صور الطبيعية ، محمية غابة بكاسين وأنضمت أخيراً محمية وادي الحجير .

أما المناطق التي تسعى وزارة البيئة لاستصدار تشريعات قانونية من قبل الدولة بهدف تحويلها إلى محميات، فهي: محمية القموعة (عكار)، وادي قاديشا، محمية سيسوق (عكار) ،محمية مستنقع عمّيق (البقاع)، محمية رأس الشقعة (حامات)، وادي نهر إبراهيم، وادي جهنم (عكار) وكان هناك حديث بعد الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 بضرورة تحويل منقطة الناقورة إلى محمية لمواصفاتها الطبيعية وبقائها بحكم الإحتلال شبه عذراء من ضمن مشروع شبكة محميات بحرية ذكر أن وزارة البيئة كانت تدرسه لاختيار ثلاثة مواقع لحمايتها، من بينها إلى الناقورة، الشيخ زناد في الشمال حيث يتعرّض الشاطئ لشفط الرمول والدامور نظرًا إلى أهميتها البيولوجية ولمنع قيام مشاريع مدمّرة للبيئة في محيطها والناقورة لكونها لا تزال منطقة عذراء بيئيًا. إلا أن أحداً لم يتحرك جدياً وأنطوت الفكرة وحالياً يعتبر هذا المشروع ضمن تصور للجنوبيون الخضر لتصنيف بعض المناطق من ضمنها الحنية -زبقين – بيت ليف وكذلك مجرى نهر الليطاني ومناطق أخرى.

أهم المحميات الطبيعية :

1- محمية أرز الشوف: (محمية طبيعية ذات أهمية خاصة) أهم المحميات الطبيعية في لبنان من حيث المساحة والتنوّع البيولوجي. مساحتها 550 كلم2، أي ما يعادل نحو %5 من مساحة لبنان. يقع %70 منها في الشوف و%30 منها في البقاع الغربي. تمتد على ارتفاع يراوح بين 1000 و2000م. تتكوّن المحمية من ثلاث غابات رئيسة هي: أرز الباروك، أرز معاصر الشوف، أرز بمهريّه، آخر غابات الأرز جنوبًا، في القسم الشمالي من الكرة الأرضية، باستثناء غابات جبال الأطلس المغربية. وفي المحمية، فضلًا عن ذلك، 524 نوعًا من النباتات والأشجار بينها ست شجرات نادرة على المستوى العالمي، وتضم المحمية ما يزيد على 200 نوع من الطيور و24 نوعًا من الثدييات بعضها مهدَّد بالإنقراض(1). (سيتم الكلام عن المحمية بشكل أكثر تفصيلًا، عند بحث إجراءات الحماية داخل المحميات الطبيعية).

2- محمية جزر النخيل: (محمية بحرية): تتألّف من جزر النخل وسنني ورامكين، تقع على بعد حوالى عشرة كيلومترات شمال غرب مدينة الميناء في طرابلس (أهميتها في أنها، محطة للطيور المهاجرة، منطقة لتعشيش السلاحف البحرية الخضراء المهددة بالإنقراض) والجزر مشهورة بأزهارها البرية والنباتات النادرة. كما تحتوي على آثار لكنيسة صليبية وبقايا مرابض مدفعية فرنسية تعود إلى أوائل القرن العشرين (2). وعلى الصعيد السياحي والعلمي تمثّل المحمية مكانًا هامًا للباحثين البيئيين ولهواة السياحة البيئية. إلا أنه، وللمحافظة على المحمية، يتمّ فتح بعض أجزائها للسياحة خلال الأشهر الصيفية، لكنّها تبقى في باقي أشهر السنة ملاذًا هادئًا للحياة البرية. وبفضل إجراءات الحماية هذه، عادت الجزر لتعجّ بالأزهار في فصل الربيع، ولتؤمن مكانًا تبني فيه الطيور المحلية والمهاجرة أعشاشها وتستريح فيه، بعيدًا من الازعاج والتلوّث، ولتحمي مخزون السمك لأجيال الصيّادين. وخلال الفترة التي يسمح فيها بزيارة المحمية يقصدها عدد كبير معظمهم من الزوار اللبنانيين، وبالأخص طلاب المدارس والجامعات، وهذا ما ينعش الحركة الإقتصادية في منطقة المحمية، سواء بالنسبة لأصحاب المراكب أو للمطاعم والمحال التجارية هناك.

من بين عشرات المواقع البيئية والتراثية التاريخية في جبل عاملة فقط ثلاث مناطق مصنفة محميات طبيعية

3- محمية حرج إهدن: (محمية طبيعية ذات أهمية خاصة) أعلن حرج إهدن محمية طبيعية العام 1992 وهي تقع في القسم الشمالي من سلسلة جبال لبنان الغربية على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات عن بلدة إهدن، وعلى ارتفاع يراوح ما بين 1300 و1950م عن سطح البحر. يتميّز هذا الحرج بالتنوّع البيولوجي الغني، ويعتبر منطقة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة، ويعيش فيه عدد لا بأس به من الثدييات ذات الحجم المتوسط والصغير. وهو آخر موقع طبيعي جنوبي لشجرة الشوح (Abies cilicica). ويضم أكثرية أنواع الاشجار التي تنمو طبيعيًا في لبنان. تقع بمحاذاة أشجار الأرز غابة تضم الصنوبر وأشجار الخوخ والاجاص البريّ. وتضمّ آخر غابة لأشجار التفاح البري المستوطنة في لبنان(3). فيه 700 نوع من الأزهار البرية المهدّدة بالإنقراض(4) على صعيد السياحة البيئية يمكن للزائر مراقبة الحيوانات النادرة المهدّدة بالإنقراض كالعقاب الملكي وبعض أنواع السنوريات وحيوان السمندر. بالإضافة إلى كون هذه المحمية متحفًا للعديد من النباتات البرية التي تشكّل مصدرًا هامًا للباحثين. كما أن ما تقدمه المحمية المنتشرة على أربعة وديان، من مناظر خلابة وجمال فطري يجعل منها من أهم مقاصد السياحة البيئية في لبنان إذا ما أحسن التسويق لهذا النوع من السياحة.

4- محمية شاطئ صور: (محمية شاطئية –بحرية) من أجمل الشواطئ الرملية على ساحل المتوسط، هي ومحمية إشكل على الساحل التونسي. تقع جنوب مدينة صور التاريخية، أعلنت محمية طبيعية في تشرين الثاني/نوفمبر 1998. وعلى الرغم من أنّها تغطّي مساحة (8.3 كلم مربع)، وأن مخيّم الرشيديّة للاجئين الفلسطينيين يقسمها إلى قسمين، تشمل هذه المنطقة مجموعةً متنوّعةً من النظم البيئية البرّية والبحرية(5). في وسط الحقول الزراعية جنوب المحمية، ينابيع طبيعية تستعمل منذ أيام الفينيقيّين للريّ، ومياه الشرب في برك رأس العين. التي تشكّل موئلًا من المياه العذبة، كما تخلق مساحات صغيرة رطبة في محيطها تجذب اليها الضفادع وغيرها من البرمائيات. ويولّد تدفّق المياه العذبة من الينابيع في البحر مياهًا قليلة الملوحة، تتميّز بشكلٍ خاص بتنوّع الكائنات المائية وغناها. وهذه المناطق القليلة الملوحة مهمّة جدًا بالنسبة إلى مستقبل مصائد الأسماك في لبنان. وتشكّل هذه المحميّة ملجأً مهمًّا للطيور، كما أنّ الشاطئ يكتسي أهميةً خاصةً، لكونه موقعًا تبيض فيه السلاحف البحرية المهدّدة عالميًا بالانقراض. ويحظّر الوصول إلى شاطئ رأس العين بهدف عدم إزعاج الحياة البرية، لكنّ القسم الشمالي المجاور لاستراحة صور مفتوح للعامّة للسباحة والاستجمام. وفي هذه المحمية وبقربها يمكن ممارسة العديد من النشاطات السياحية، فليس بعيدًا عن المحمية، يمكن للسائح الغوص والتمتع بمشاهدة قسم من مدينة صور ومرفئها الجنوبي الغارقين على أمتار قليلة في مياه البحر، وكذلك مشاهدة ينابيع المياه العذبة التي تتدفق بغزارة من تحت مياه البحر والتي يشرب منها الصيادون أحيانًا.ويضفي على أهمية المحمية من الناحية السياحية وقوعها قرب مدينة صور الزاخرة بالمواقع الأثرية وفي مقدّمها الملعب الروماني، يضاف إلى ذلك متحف الأحياء البحرية. ولا شك أن هذا انعكس إيجابًا على حركة السياحة في المدينة، حيث انتشر فيها العديد من الفنادق والمطاعم والمقاهي، وبالأخص في المناطق القريبة من المحمية.

5- محميتا أرز الرب (أرز بشري) ووادي قاديشا: في إسمي هاتين المحميتين معنى الخلود والقداسة، وهما من صفات الخالق الذي حبا لبنان بهذه الهبات الطبيعية، والتي، وللأسف كدنا ندمّرها بأيدينا لولا التدارك مؤخرًا وتحويلهما إلى محميتين بعد إدراجهما على لائحة التراث العالمي العام 1998.

أ- غابة أرز الرب تبعد غابة الأرز حوالى سبعة كيلومترات عن بلدة بشري، وتعلو عن سطح البحر 1900م وفي أعلى نقطة منها تصل إلى ارتفاع 2200 متر، وتمتد على مساحة 11 هكتارًا، تمتاز أنها تضمّ أقدم أشجار الأرز في العالم، ولم يبق فيها سوى 48 شجرة معمّرةتعود إلى أكثر من ألف سنة، يصلُ عمر ست أرزات منها إلى 2500 سنة، وسبع ارزات يفوق عمرها الـ1500، كما تضم 375 شجرة يصل عمرها إلى بضع مئات من السنين، من بينها أربع يصل ارتفاعها إلى 35 مترًا. بالإضافة إلى تلك الأشجار المعمّرة هناك ألوف من الأشجار الأصغر سنًا، وقد غرست منذ عقود أو سنوات بهدف تأمين استمرارية هذا الإرث الوطني. وهناك مشاريع جادة لإعادة تحريج المنطقة المحيطة بالغابة. وتقوم لجنة أصدقاء الأرز في لبنان حاليًا وبالتنسيق مع وزارتي الزراعة والبيئة بإعادة تشجير 250 مليون متر مربّع قدّمتها بلدية بشري(6). ولسنا بحاجة إلى تأكيد أهمية هذه المحمية على الصعد البيئية والسياحية. فمحمية أرز الرب، أو محمية أرز بشري تعتبر أوسع غابات الأرز اللبنانية شهرة، وهي تضم ما تبقى من تلك الشجرة المعمرة التي اتخذها لبنان شعارًا على علمه، وعلى مقربة منها، أنشئ أيضًا أول مركز تزلّج في لبنان في عهد الإنتداب الفرنسي. مركز يفوق سائر مراكز التزلّج اللبنانية بروعة مشاهده ونوعية ثلوجه التي تغطي المنحدرات طوال خمسة أشهر، نظرًا إلى ارتفاعها الذي يصل إلى 2066 مترًا. لذلك فقد ساهمت هذه المحمية في إنعاش منطقة بشري إقتصاديًا، حيث أقيم فيها وعلى طول الطريق المؤدية إلى المحمية، العديد من الفنادق والمطاعم ومحال بيع القطع التذكارية المصنوعة من خشب الأرز. فكأنك في قرية سياحية يقصدها الهاربون من الحر صيفا والساعون وراء هواية التزلج شتاء، أو وراء الاستجمام والراحة.

ب- وادي قاديشا من أعمق وديان لبنان وأجملها، تطل عليه من عل مغارة قاديشا الكارستية، والتي لا تقل روعة عن مغارة جعيتا من ناحية ما أبدعته الطبيعة فيها من أشكال الصواعد Stalagmites والنوازل Stalactites. منها ينبع نهر قاديشا الذي يجري في ذاك الوادي ويزيده عمقًا. لقد بات وادي قاديشا الذي يعني إسمه القداسة مقدّسًا فعلًا. فعلى مرّ العصور، منذ الألف الثالث ق.م حتى العصر الروماني، سكن الإنسان في مغاوره التي تزيد على أربعماية مغارة، والتي تحوّلت مع بدايات دخول المسيحية إلى كنائس وصوامع وأديرة. أما أشهر معالمه، فنذكر منها: دير مار أنطونيوس قزحيا، وهو أكبر الأديرة في الوادي على الإطلاق، ودير سيدة حوقا المبني داخل تجويف صخري، ودير سيدة حماطورة، ودير قزحيا الذي ظل لمئات السنين مركزًا للبطريكية المارونية. إن ما تزخر به المنطقة من مقومات سياحية متنوّعة يفترض أن يحوّلها إلى واحدة من أهم المناطق الجاذبة للسياح في لبنان. وفي محاولة لاستعادة بعض الوهج الذي افتقده مركز الأرز، دشّنت وزارة السياحة ثلاثة مشاريع في المنطقة، أولها إنارة المعبد القائم في قلب محمية الأرز، وثانيها توزيع نشرة سياحية مفصّلة عن المنطقة، وثالثها إطلاق نشاطات مهرجان الأرز. إن المعالم الأثرية والتاريخية تشكّل مقصدًا للسياح الذين يبحثون عن الإرث الثقافي وعن الراحة النفسية والروحية في آن معًا. وبالإضافة إلى هذه المعابد والأديرة، يجدر بالإشارة أن بلدة بشري هي مقصد السائحين الذين يؤمّون متحف الأديب اللبناني جبران خليل جبران وضريحه في دير مار سركيس. أما هواة السياحة البيئية، فيمكنهم زيارة غابة الأرز أو مغارة قاديشا، ولمن يريدون أن يجولوا في أحضان الطبيعة، يمكنهم ممارسة رياضة المشي والتسلّق بين ما تبقّى من غطاء نباتي كاد يندثر بفعل القطع الجائر والغزو العمراني، لولا مسارعة وزارة البيئة لإعلانه محمية، بعدما وضعت منظمة اليونيسكو وادي قاديشا على لائحة التراث العالمي.

6- محمية حرج بكاسين: يُعتبر حرج بكاسين – قضاء جزين، أحد أهم المحميات الطبيعية في لبنان والأكبر في الجنوب، إذ تبلغ مساحته حوالى 4 ملايين متر مربع، وهو مربع الشكل تقريباً ضلعه 4 كلم، ويضم أكثر من 100 ألف شجرة مثمرة، مما جعله يحتل المرتبة الأولى بين أحراج الصنوبر المثمرة في الشرق الأوسط· ويقع الحرج جنوبي البلدة ويفصلها عن جزين، وتمتد منه فروع بتدين اللقش والحمصية وقيتولة والمكنونية حتى حيطورة وسناي، ويعتبر المورد الأساسي لخزينة البلدية، ويضمّن إنتاجه سنوياً بملايين الليرات، لذا كانت عيون المسؤولين وعامة الشعب منفتحة عليه دوماً· يتضمن حرج بكاسين نحو 120 ألف شجرة معمرة تتوزع في غالبيتها على الصنوبر، ومنها أيضاً السنـديان والحـور، وقد تمت زراعة هذه الأشجار المثمرة وتحديداً الصنوبر على عهد فخر الدين المعني· وفي داخل الحرج الذي تبلغ مساحته حوالى 4 ملايين متر مربع، حوالى 13 نبعاًً تشرب منها بلدة بكاسين، وتعتبر مصدر مياهها الرئيسي، وقد أعلن الحرج بقرار وزاري محمية بيئية خلال عهد وزير البيئة شوقي فاخوري في العام 1996· وقد عانى الحرج منذ سنوات من الإهمال الرسمي ومن تدفق مجاري الصرف الصحي من نحو 75 منزلاً، حيث هددت الأشجار وينابيع المياه العذبة التي تغذي البلدة، بيد أن البلدية سارعت بالتعاون مع جمعيات محلية ودولية إلى معالجة المشكلة·(7)

7- محمية وادي الحجير يقع بين أقضية مرجعيون وبنت جبيل والنبطية. ويمتد من مجرى نهر الليطاني في قعقعية الجسر أسفل مدينة النبطية حتى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وتجاوره عدة قرى منها قرى القنطرة وعلمان والغندورية ومجدل سلم وقبريخا وتولين والطيبة. والوادي ملاصق للحدود اللبنانية – الفلسطينية. ويمتاز وادي الحجير بطبيعة خضراء رائعة بالإضافة لوجود نبع الحجير والمطاحن الثماني القديمة المشيدة فوق مياه النبع. ورغم تدمير العديد من المطاحن القديمة هذه والقضاء على أشجار الزيتون المعمّرة خلال حرب تموز 2006، ما زال الوادي يتمتع بجماليته ويعتبر متنزه يقصده الأهالي. من المطاحن المعروفة: مطحنة الرمّانة, السمحاتية, أبو شامي, الشقيف, قرين, العين, الجديدة والسلمانية. و الجدير ذكره أن وادي الحجير من المواقع المحمية بموجب قرارات وزارة الزراعة قبل القانون الصادر العام 1996 حول المناطق الحرجية فقد أعلنت منطقة محمية في في العام 1992 خربة سلم – الزيداني – وادي الحجير (قضاء بنت جبيل) منطقة طبيعية محمية في الأملاك العامة والمشاعات إلا أن ذلك لم يدخل قيد التنفيذ فعلياً حتى هذا العام حيث تواصلت التعديات على المشاعات التي يضمها الوادي . وللوادي إضافة إلى خصوصيته البيئية والتراثية رمزية تاريخية كبيرة حيث عقد فيه مؤتمر عام على رأس نبع الحجير في 24 نيسان 1920 للدعوة لمقاومة الاحتلال الفرنسي وذلك بطلب من العلامة الإمام عبد الحسين شرف الدين عرف بمؤتمر وادي الحجير. خيضت في وادي الحجير معارك شرسة أثناء حرب تموز 2006 وكانت حصيلتها تدمير عدد من الدبابات الإسرائيلية فيه وفي طليعتها الدبابات من نوع ميركافا. مما جعل الوادي يشتهر في بعض الأوساط اللبنانية والعربية بـ «مقبرة الميركافا».(8)

هوامش ومراجع

1-إعتمدنا بشكل رئيسي على دراسة الدكتور علي زين الدين، دور المحميات الطبيعية في تنمية السياحة البيئية في لبنان، ولكن بتصرف ( الدراسة لم تتعرض للمحميتي حرج بكاسين أو وادي الحجير) مجلة الدفاع الوطني ، 2012.
2- الخولي محمد، «بيئة لبنان ثروة ضائعة»، بيروت، منريخ للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2000. ص.251
3- المرجع نفسه.ص: 252
4- سرحال أسعد وآخرون، «نحو خطة عمل بيئية للبنان»، منشورات مؤسسة فريدريك إيبرت بالتعاون مع التجمّع اللبناني لحماية البيئة، بيروت 1994، ص.187
5- الهبر ميرنا وريكاردو، «محمية حرج إهدن الطبيعية»، أصدقاء الطبيعة وأصدقاء حرج إهدن 1992، ص.ص. 187-188
6- الخولي، مرجع سابق. ص.253
7- المصدر: وزارة البيئة،مصلحة المحافظة على الطبيعة
8- ثريا حسن زعيتر،حرج بكاسين: الأول في الشرق الأوسط وفيه 100 ألف شجرة صنوبر،،اللواء،4\7\2008
9- ويكيبيديا
10- زين الدين علي، «الزراعة في لبنان، واقعها وآفاق تطوّرها»، دار النصر، بيروت، 1994، ص 285
11- سرحال أسعد وآخرون، «نحو خطة عمل بيئية للبنان»، منشورات مؤسسة فريدريك إيبرت بالتعاون مع التجمع اللبناني لحماية البيئة، بيروت 1994، ص.195
12- www.ghadinews.net/node/53 13- صعب نجيب، «يا بيئيي العرب اتحدوا»، ص 91