استمد اسم بلدة شمع من مقام النبي شمعون الصفا بتخفيف اسم صاحب المقام الشهير .
يعتبر عفيف مرهج: “أنّ شمع كلمة آرامية معناها السمع. ويُقال نسبة إلى النبي شمع وله مزار في البلدة يقصده أهل المنطقة لإيفاء نذورهم”.
ويعتبر رياض حنين: “أن اسم قرية شمع في قضاء صور جاء من شمعون الصفا(ع) أحد تلاميذ المسيح المدفون في أرض هذه القرية”.
أمّا الشيخ إبراهيم سليمان فيسلّم بأن النبي شمع هو شمعون الصفا(ع)، فينقل عن الكتاب المخطوط [أزهار الخمائل] حديثاً عن موقع بلدتي مجدل زون والمنصوري فيقول: “المجدل واقعة شرقي مقام نبي الله شمع أي شمعون الصفا(ع)”.
وورد اسم شمع في كتاب De Laville Les Roulx في الاتفاقية التي عقدت بين ملكة صور مارغريت وبين قلاوون حاكم مصر آنذاك عام 1285م باسم كفر شمع CAPHAR SHAMA
كانت البلدة كسائر قرى الشريط الحدودي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي حتى تم تحريرها في أيار من العام2000.
أهم معالمها التاريخية
قلعة شمع
هي قلعة صليبية توجد في بلدة شمع في قضاء صور في جبل عامل (جنوب لبنان). بنيت القلعة عام 1116 م من قبل الصليبيين. وتقع على سلسلة من الجبال تنتهي برأس الأبيض في أقصى الجنوب وتشرف على مدينة صور وسهولها. بنيت القلعة من حجارة صخرية قديمة ، وسيّجت بأسوار داخلية توازي الأسوار الخارجية ، وفي الفناء الشرقي المتساوق شكله تساوقاً جميلاً، بعض أبواب من الرخام الأبيض والأسود ذات أناقة فائقة. وفي أحد أطراف الحصن نافذة بقنطرتين “قمندلون” لطيفة ذات قبتين قوطيتين تدلان على هندسة عربية.
ويروى عن المعمرين أن بوابة عكا الشهيرة بصمودها أيام أحمد باشا الجزّار أخذت من قلعة شمع.
لعبت قلعة شمع إلى جانب القلاع الأخرى المترامية في جنوب لبنان ومنها الشقيف وتبنين خصوصا دورا عسكريا وسياسيا على طول تلك الحقبة الزمنية إبتداء من تاريخ إنشائها في القرن الثاني عشر الميلادي وحتى اليوم.
وفي عام 1978 استباحت إسرائيل التي إجتاحت منطقة جنوب الليطاني القلعة وحولتها على مدى 22 عاما إلى مركز عسكري مما تسبب في إلحاق ضرر كبير في بنية القلعة وأثرها التاريخي.
وبينما كانت الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار تقوم بإعداد الدراسات فور الإنسحاب الإسرائيلي في مايو أيار عام 2000 لتأهيل القلعة عاجلت إسرائيل مجددا القلعة بغارات جوية خلال حرب يوليو تموز عام 2006 فأدت الغارات إلى تدمير أكثر من 80 بالمئة من القلعة ولا سيما الأبراج المنتشرة على أطرافها وباحاتها الداخلية والخارجية إضافة إلى المقام الديني الذي يجاورها.
وتحملت الحكومة الايطالية عبئ إعادة القلعة إلى وضعها السابق وقدمت هبة قيمتها 700 ألف يورو إلى الحكومة اللبنانية للقيام بهذه الأعمال التي ستبدأ في الشهور القليلة القادمة بعد تأخير استمر ثماني سنوات نتيجة تأخر وصول التمويل من جهة والروتين الإداري اللبناني من جهة اخرى.
وتمهيدا لهذه الاعمال بدأت الكتيبة الإيطالية في تأهيل الساحة الخارجية للقلعة حتى تكون مهيئة لإستقبال السائحين واستعادة بريقها التراثي والسياحي.
مقام النبي شمعون
يوجد بالقرب من القلعة مقام ل”شمعون الصفا” الذي يزين هذه البلدة ويضفي عليها قيمة معنوية ورمزية روحية وينسب إلى أحد حواري السيد المسيح.
وفي قاموس الكتاب المقدس أن “بطرس اسم يوناني ومعناه صخرة أو حجر وكان هذا الرسول يسمّى أولاً سمعان فلمّا اتبع يسوع سمي كيفا وهي كلمة آرمية معناها صخرة يقابلها في العربية صفا، أي صخرة، وقد سمّاه المسيح بهذا الاسم. والصخرة باليونانية بيتروس ومنها بطرس”. ويتدرج آخرون في هذا النسب الى الامام محمد بن الحسن، من أئمة آل بيت الرسول (ص) حيث يعتبر النبي شمعون الصفا جده لناحية الأم.
قبل بناء القلعة على أيدي الصليبيين عام 1116م كان المقام موجوداً على الحافة الغربية الشمالية للتل، وكان يظهر بطبقتيه: السفلى والحالية من الناحية الغربية والشرقية وعندما بنيت القلعة، وأُقيمت الأسوار، طمرت الطبقة السفلى نهائياً من الناحية الغربية، ولم يبق ظاهراً للعيان إلا المقام الحالي.
1- غرفة الديوان: (1303هـ)
هي غرفة مبنية على بعد أمتار من الناحية الشرقية للمقام، لها نافذتان في حائطها الغربي، وقد ذكر اسم شمعون الصفا في أبيات ثلاثة حفرت على حجرٍ فوق النافذة الشمالية؛ تقول:
يا دار لا طرق الردى لك عرصة يوماً ولا حل الهوان ثراك
بالسعد والإقبال تمّ تيمناً بجوار شمعون الصفا بناك
وبيت ثالث غير مقروء
منقول بتصرف